تحت هذا البيان، تنشر منظمة "كاريكاتير من أجل السلام" نداء است غاثة من صفاء عودة( تويتر/إنستغرام) أترجمه وأعيد نشره:
تكتب إلينا رسامة الكاريكاتير الفلسطينية صفاء عودة من قطاع غزة لتطلب مساعدتنا. نزحت عدة مرات بسبب الحرب مع شقيقتها، وهي تعيش في خيمة"في مكان لا يصلح للحياة" وتندد بمناخ انعدام الأمن التام الذي تعيش فيه، وكذلك القصف المستمر. تعكس كلماتها المأساة المروعة التي يعاني منها المدنيون الفلسطينيون. وكما أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،"لا شيء يمكن أن يبرر الهجمات الإرهابية البغيضة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ولا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
تستحضر صفاء عودة ندرة المياه وتلوثها، وغياب الكهرباء والنظافة والغذاء والخدمات الطبية والدواء، والظروف التي تتدهور يومياً في ظل الحر الشديد. وهي تضطر إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى الإنترنت والتواصل مع العالم من خلال مشاركتها لقصصها القصيرة التي تعتبر شهادة قوية على المأساة اليومية التي يعيشها المدنيون.
"نحن أناس أبرياء لا نريد هذه الحرب ونريد فقط أن نعيش في مكان آمن، في سلام". والآن لم يعد بإمكانه الرسم، الأمر الذي يقتل الأمل والإلهام.
يجب بذل كل جهد ممكن لحماية الصحفيين والإعلاميين أينما كانوا في غزة، حيث قُتل أكثر من 100 صحفي منذ بداية أحد أكثر النزاعات دموية بالنسبة للصحافة. تدعو منظمة "كاريكاتير من أجل السلام" إلى دعم وحماية رسامة الكاريكاتير الفلسطينية صفاء عودة وزملائها الصحفيين.
وتصر منظمةمراسلون بلا حدود على ضرورة حماية المراسلين في غزة: يجب إجلاء من يريد إجلاءه من الصحفيين وفتح أبواب القطاع أمام وسائل الإعلام الدولية.
في 11 تموز/يوليو 2024، نشرت أكثر من 70 منظمة إعلامية دولية ومنظمات المجتمع المدني رسالة مفتوحة نسقتها لجنة حماية الصحفيين، مذكّرةً بالثمن الباهظ الذي دفعه الصحفيون الفلسطينيون وداعيةً السلطات الإسرائيلية إلى السماح لوسائل الإعلام الأجنبية "بالوصول الفوري والمستقل" إلى قطاع غزة المحاصر بعد تسعة أشهر من الحرب.
عن صفرا عودة
صفاء عودة هي رسامة كاريكاتير وفنانة رقمية فلسطينية مقيمة في غزة، اكتشفت شغفها بالرسم أثناء دراستها للاقتصاد المنزلي والتربية في جامعة الأقصى في غزة.
أثناء دروسها، كانت تضبط نفسها وهي تخربش بقلم رصاص على هوامش دفترها كوسيلة لتمضية الوقت. ومع ذلك، لم يكن الرسم أكثر من مجرد هواية، وبعد تخرجها، بحثت عن عمل في مجال دراستها. لسوء الحظ، لم يحالفها الحظ بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة وأصبحت عاطلة عن العمل.
والمثير للدهشة أن عدم وجود عمل أتاح له المزيد من الوقت للعمل على رسوماته وصقل مهاراته. في عام 2009، قرر متابعة الفن بجدية. وفي وقت لاحق، انتقل من استخدام قلم الرصاص والورق التقليدي إلى استخدام لوح الرسم لابتكار فن رقمي. وتحاول صفاء المستوحاة من فن زملائها من رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين مثل ناجي العلي، تصوير التجربة الإنسانية من خلال الفن الذي ينتقد المعايير الاجتماعية والقرارات السياسية. المصدر: مركز العودة الفلسطيني.
صفاء عودة: رسامة الكاريكاتير المحاصرة في غزة تحول الألم إلى فن
نص بقلم ناصر الوسمي نُشر في 26 مايو 2018 في صحيفة ذا ناثيونال.
في كل ليلة، تكافح صفاء عودة كل ليلة مع رسوماتها في ضوء لا يمكن الاعتماد عليه في ضوء ساعات الكهرباء اليومية الأربع في غزة. وهي جالسة على طاولتها، ترسم الفظائع التي شهدتها في القطاع المحاصر الذي تعتبره وطنها.
أمضت رسامة الكاريكاتير الافتتاحية السنوات التسع الماضية من حياتها وهي تسارع إلى رسم بعض المشاكل الأكثر إلحاحًا في غزة، حيث يواصل المواطنون مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
لا يزال قطاع غزة محاصرًا منذ عام 2007، عندما وصل حزب حماس الحاكم إلى السلطة، مما دفع إسرائيل ومصر إلى إغلاق حدوده جزئيًا.
في الليالي التي تستغرق فيها التزامات صفاء العائلية وقتًا أطول من المتوقع، تنقطع أول ضربة قلم لها بظلام مفاجئ يلف عملها ومنزلها وبقية الشريط الفلسطيني المحاصر من الأرض.
ويوضح قائلاً: "تبقى الأفكار في رأسي، وأحياناً لأيام، تتقيح أو تتحول إلى شيء جديد".
وعندما يرسمها على الورق أخيراً، فإن التجاور بين أسلوب صفاء البريء في الرسم وخطورة الموضوع يلفت النظر.
تركز أعماله دائمًا تقريبًا على واقع سكان غزة اليوم. وتشير رسوماته الأخيرة إلى أنه قد نضجت، ربما بقوة، نتيجة للحالة المزرية المتزايدة في قطاع غزة.
"قالت: "بصرف النظر عن عدم الاعتراف بك، فإن الوضع في غزة يسلب منك أي طموح أو شغف لديك ويزيله. "لكنني لم أشك ولو لمرة واحدة خلال تسع سنوات فيما أريد أن أفعله.
بعد تسع سنوات من الاعتراف القليل، بدأ الاحتفاء بأعماله في الداخل والخارج.
في رسم نُشر الأسبوع الماضي، يظهر الموت مغطى الرأس ومتوترًا، بشكل موازٍ تقريبًا للأرض وهو يدفع صندوقًا مليئًا بالأطفال. في الخلفية، تظهر في الخلفية سحب من الدخان الأسود تمثل الإطارات المحترقة لمسيرة العودة الكبرى، التي قتل فيها الإسرائيليون أكثر من 60 فلسطينياً، ثمانية منهم أطفال.
وفي رسم تخطيطي آخر نُشر في وقت سابق من هذا الشهر، يصور أمًا فلسطينية تبتسم في نومها وتحمل طفلها الذي يحمل هالة.
وتظهر في لوحة أخرى طائرات ورقية تتقوس فوق بناء متشابك لجدار الفصل العنصري الإسرائيلي؛ وهي تمثل الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية في التواصل مع الآخرين في قراهم خلف الجدار.
ويقول إن المشكلة دائماً ما تكون إنسانية في الغالب.
ولكن عندما تكون القضية مستقطبة مثل الأزمة الفلسطينية، فإن السياسة تتسرب حتمًا تقريبًا إلى عملهم.
في رسم نُشر في مايو/أيار، تظهر صفاء يداً ممدودة بزي عسكري تسلم صورة طفل إلى سلسلة من الرصاصات التي تنتظر في الطابور.
وقال: "يأخذ الناس الأمر كما يريدون، لكنني متمسك بما أعتقد أنه نضال إنساني، نضال من أجل أن يعيش الناس".
تثير أعمالها أحيانًا حفيظة المحافظين. ولا يقتصر موضوعها على مشاكل غزة، حيث أنها تتحدى الأفكار المسبقة عن الأنوثة المسلمة.
وقالت: "أشعر في بعض الأحيان بثقة أكبر في هذه القضايا، لتحليلها ومحاولة دفع الناس للتفكير في معناها الحقيقي".
على الرغم من المقاومة التي تواجهها، تواصل صفاء العمل بثبات.
تتذكر صفاء ما أخبرها به أحد أساتذتها ذات مرة أثناء حصولها على درجة الماجستير في علم النفس: كل شخص لديه موهبة، الأمر فقط مسألة اكتشاف ماهيتها.
وتوضح قائلة: "هذه هي موهبتي، هذه هي صفاء". "من الصعب في غزة أن تتبع أحلامك، لكنني أعتقد أنني وجدت نفسي، وأظل أتعلم المزيد عن صفاء في كل رسمة".